
تواصل تركيا تعزيز شراكاتها الاستراتيجية في أفريقيا. وأخيرًا، تبرز المنح التركية للمركبات المدرعة لغامبيا كمؤشر على التعاون العسكري بين البلدين. ستقوم تركيا بتسليم مجموعة جديدة من المركبات المدرعة إلى القوات المسلحة الغامبية، وسيساهم هذا التسليم في تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين.
تسليم المركبات المدرعة وأهميتها
وفقًا للمعلومات التي تمت مشاركتها على الحساب الرسمي للسفارة التركية في بانجول على فيسبوك، ستتبرع تركيا بـ 17 مركبة مدرعة من طراز COBRA I من إنتاج شركة OTOKAR إلى جيش غامبيا. وسيتم تسليم هذه المركبات في إطار اتفاقية التعاون المالي العسكري وستصل إلى غامبيا في حفل بمشاركة الوفد التركي. وفي الماضي، أرسلت تركيا مركبات مدرعة مماثلة إلى غامبيا، واستخدمت هذه المركبات في الأحداث العسكرية مثل التدريبات وقدمت دعمًا لوجستيًا مهمًا.
مثل هذه المركبات لها أهمية كبيرة بالنسبة لغامبيا. تلعب المركبات المدرعة كوبرا 1 دورًا حاسمًا في زيادة أمن الوحدات العسكرية، خاصة في عمليات مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. كما تعد هذه المنح التي قدمتها تركيا لشريكتها الإفريقية خطوة نحو تعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة.
التدريبات والتعاون العسكري
وفي نهاية عام 2024، جذبت غامبيا الاهتمام بتمرين "كانسالا 2024" الذي تم تنظيمه في كانيلاي. وكان هذا التمرين حدثًا مهمًا أظهرت فيه القوات المسلحة الغامبية قدراتها وشاركت فيه أيضًا المركبات المدرعة التي تبرعت بها تركيا. وفي نطاق التمرين، شارك 700 جندي في مهام مختلفة، وتم تنفيذ سيناريوهات مثل مهام الدوريات ومداهمة مواقع العدو. وكشف هذا التمرين، الذي استخدمت فيه المركبات المدرعة بشكل فعال، عن مدى مساهمة المركبات العسكرية التي قدمتها تركيا في القدرة العسكرية لغامبيا.
إلا أن المناورة لم تقتصر على المجال العسكري فقط. وقد عززت الفحوصات الصحية المجانية والمساعدات المقدمة في إطار التعاون المدني العسكري التضامن مع شعوب المنطقة. ويمكن اعتبار هذا النوع من المساعدات الإنسانية جزءًا من استراتيجية "القوة الناعمة" التي لها مكانة مهمة في السياسة الخارجية التركية.
آفاق التعاون العسكري المستقبلي
ولا تقتصر هذه المنح المقدمة من تركيا إلى غامبيا على المركبات العسكرية فقط، بل قد تشمل أيضًا التدريب والدعم اللوجستي. وفي السابق، أرسلت تركيا معدات مثل أجهزة الراديو عالية التردد وأجهزة كشف الألغام والزي الرسمي إلى غامبيا. وفي حين أن هذه المساعدات تزيد من القدرة الدفاعية لغامبيا، فإنها تعزز أيضًا نفوذ تركيا العسكري والدبلوماسي في أفريقيا.
ويتعزز التعاون العسكري بين تركيا وغامبيا ليس فقط من خلال منح الأسلحة والمركبات، ولكن أيضًا من خلال إقامة شراكة استراتيجية. إن مثل هذا التعاون بين تركيا والعديد من الدول في أفريقيا يزيد من الأمن في المنطقة ويساهم أيضًا في تطوير العلاقات متبادلة المنفعة.