
وصباح الخميس الماضي، تجمع العشرات من الضباط الذين يرتدون الزي الرسمي في نادي الضباط لحضور اجتماع ترأسه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. ومع ذلك، كان هذا الاجتماع هو الاجتماع الأخير تحت قيادة أوستن. لأنه في الأيام المقبلة، سيسلم أوستن منصبه كرئيس لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية ومن المتوقع أن يبدأ عصر جديد لهذه المجموعة. إذن من سيحل محل أوستن وماذا يعني هذا التغيير؟
قيادة أوستن: مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية والمساعدة المقدمة
على مدى السنوات الثلاث الماضية، قاد لويد أوستن مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية. تم تشكيل هذه المجموعة بمشاركة 50 دولة تواصل دعم أوكرانيا، وتم اتخاذ العديد من الخطوات المهمة تحت قيادة أوستن. وتم جمع 126 مليار دولار من المساعدات العسكرية، وتمت تلبية احتياجات أوكرانيا الأكثر أهمية من الأسلحة، وتم تقديم طلبات تمويل إضافية من الكونجرس عند الضرورة. لكن هذا النجاح تحقق بدعم من الكونجرس الأمريكي، ويعتقد أن الكونجرس قد لا يكون على استعداد لتقديم المزيد من الأموال لأوكرانيا في الفترة المقبلة.
بعد تسليم أوستن، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن من سيدير المجموعة. وخاصة مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن مسألة كيفية تشكيل سياسات الدعم لأوكرانيا أصبحت على جدول الأعمال. ويتبنى ترامب نهجا يدعو إلى إنهاء سريع للحرب في أوكرانيا. وتشعر السلطات في أوروبا بالقلق من أن هذا قد يكون له تأثير سلبي على استدامة دعم المجموعة.
مخاوف أوروبا وحلف شمال الأطلسي
وبينما كان لويد أوستن يتولى تنسيق المساعدات لأوكرانيا، عمل على ضمان مشاركة أوروبا بشكل جدي في هذه العملية. ومع ذلك، إذا تم انتخاب ترامب، فيبدو أنه سيكون هناك تغيير كبير بالنسبة للدول الأوروبية. وكان ترامب قد ذكر في وقت سابق أن أوروبا يجب أن تتقاسم نفقات الدفاع بشكل أكثر عدالة. وأزعجت هذه التصريحات العديد من المسؤولين في أوروبا. وعلى وجه الخصوص، صرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن الدول الأوروبية يجب أن تتحمل المزيد من المسؤولية.
ويرى كاجا كالاس، كبير الدبلوماسيين الأوروبيين، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتحمل المزيد من المسؤولية تجاه أوكرانيا. ومع ذلك، هناك أيضًا آراء مفادها أنه لن يكون من السهل نقل قيادة الناتو مؤقتًا إلى دولة أخرى. ويؤكد العديد من المسؤولين الأوروبيين أن هذا الاتحاد الذي أسسه أوستن يجب أن يستمر.
مستقبل أوكرانيا: استمرارية الدعم
صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه في الاجتماع الأخير لأوستن، أن أوروبا يجب أن تدخل حقبة جديدة. ومع ذلك، فإن الكيفية التي ستتشكل بها هذه الفترة تحمل قدرًا كبيرًا من عدم اليقين في جميع أنحاء العالم. ويرى العديد من الخبراء أن أوكرانيا يجب أن تظل في موقف قوي حتى تتراجع روسيا. علاوة على ذلك، فإن إحدى أكبر المشاكل التي تواجه كييف هي الخسائر البشرية الجسيمة ونقص الأفراد بعد ثلاث سنوات من الحرب.
صرح وزير الدفاع أوستن أنه لكي تفوز أوكرانيا في ساحة المعركة، فإن المساعدة العسكرية وحدها لن تكون كافية، ولكن سيكون هناك حاجة أيضًا إلى التزام مستدام. وشدد في هذا السياق على أن الدعم يجب أن يستمر وإلا ستصبح روسيا أكثر عدوانية. كما وافق زيلينسكي على هذا الرأي وذكر أن قطع الدعم سيكون "جنونًا".
عصر جديد يبدأ
وفي الختام، فإن نهاية الحقبة تحت قيادة لويد أوستن تمثل بداية حقبة جديدة في النضال الدفاعي في أوكرانيا. ومع ذلك، بعد هذا التغيير، يظل مستقبل مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية علامة استفهام مهمة. وعلى الرغم من وجود إجماع قوي على أن هذه الوحدة التي أسسها أوستن يجب أن تستمر، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن كيفية تشكيل الموقف تجاه أوكرانيا في السياسة الخارجية الأمريكية مع عودة ترامب إلى الرئاسة. إن الكيفية التي ستتكيف بها أوروبا مع هذا التغيير وكيف سيتولى حلف شمال الأطلسي القيادة ستكون العوامل الحاسمة في الفترة المقبلة.