
نشرت رابطة البحرية الأميركية اقتراحا سياسيا جديدا ينص على أنه ينبغي استثمار ما لا يقل عن 40 مليار دولار سنويا لتعزيز القوة البحرية للبلاد والاستعداد لحروب واسعة النطاق. وبحسب موقع "ديفينس نيوز"، تركز الوثيقة على مجالات رئيسية مثل تحديث أحواض بناء السفن البحرية، وتوسيع أسطول كاسحات الجليد القطبية التابع لخفر السواحل، وتخصيص المزيد من الميزانية لإنتاج الذخائر.
التحديات والاحتياجات التي تواجه الولايات المتحدة في البحر
إن التهديدات الأمنية العالمية التي تواجه الولايات المتحدة، وخاصة النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتوترات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا في بحر البلطيق، والمنافسة على الممرات البحرية في القطب الشمالي، والتهديد الصيني لتايوان، تجعل الحاجة إلى زيادة القوة البحرية أكثر إلحاحا. ولمواجهة هذه التهديدات، تقترح رابطة البحرية زيادة حجم أسطول السفن الحربية التابع للبحرية الأمريكية وتسريع عملية تحديثه.
هدف 381 سفينة حربية وميزانية بقيمة تريليون دولار
وتدعو أحدث خطة لبناء السفن قدمتها البحرية الأميركية إلى استثمار 40,1 مليار دولار سنويا، مع هدف إجمالي للميزانية يبلغ تريليون دولار بحلول عام 2054. تهدف هذه الخطة إلى زيادة أسطول السفن الحربية للبحرية الأمريكية إلى 1. ومن المتوقع أن تعمل البحرية الأميركية، التي تمتلك حاليا 381 سفينة حربية، على تقليص هذا العدد إلى 295 بحلول عام 2027. ويرجع ذلك إلى أن 283 سفينة قديمة ستتقاعد في ذلك العام، في حين من المقرر أن تدخل 13 سفن جديدة فقط الخدمة.
التحديات الاقتصادية والقرارات الصعبة التي اتخذها الكونجرس
ومع ذلك، قد يكون من الصعب أكثر مما هو متوقع أن تحصل هذه المقترحات على موافقة الكونجرس. وقال جوناثان كاسكين، مدير شؤون الأسطول التجاري في البحرية الأميركية، إن وثيقة السياسة هذه أعدت لتقديم المعلومات لأعضاء الكونجرس، لكن القيام بهذه الاستثمارات في ظل الظروف الاقتصادية الحالية يشكل تحديا كبيرا.
مشكلة الإنتاجية في أحواض بناء السفن
واجهت أحواض بناء السفن في الولايات المتحدة صعوبات في تحقيق أهداف إنتاج السفن في السنوات الأخيرة. تتأخر العديد من مشاريع بناء السفن لسنوات بسبب نقص العمالة وتجاوز التكاليف. ولذلك فإن زيادة الميزانية وحدها لن تكون كافية؛ كما تم التأكيد على ضرورة رفع كفاءة أحواض بناء السفن. ويعد تحديث أحواض بناء السفن وجعل عمليات الإنتاج أكثر كفاءة أمرا بالغ الأهمية لتحقيق هذه الأهداف.
إن الاستثمار السنوي البالغ 40 مليار دولار المطلوب لزيادة القوة البحرية الأميركية أصبح ضروريا مع تزايد البيئة الأمنية العالمية التنافسية وعدم اليقين. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب موافقة الكونجرس وزيادة كفاءة الإنتاج في أحواض بناء السفن. وتعتبر هذه الاستثمارات لتحديث القوة البحرية الأميركية وتعزيز أسطولها الحربي أمرا حاسما للتحضير للحروب واسعة النطاق في المستقبل.