
حقق مطار إسطنبول الدولي إنجازًا جديدًا في تاريخ الطيران التركي من خلال تطبيق "عملية المدرج المستقل الثلاثي" اعتبارًا من 17 أبريل 2025. وبفضل هذا النظام الجديد، أصبح مطار إسطنبول أول مطار في أوروبا يتمكن من الهبوط والإقلاع على ثلاثة مدارج مستقلة في وقت واحد.
بدأت العملية رسميًا عندما أعطى وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو تعليمات الإقلاع المتزامنة لثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية التركية (THY) من برج مراقبة الحركة الجوية (ATC) في مطار إسطنبول. وحضر الحفل الذي شهد هذه اللحظة التاريخية المدير العام لمؤسسة مطارات إسطنبول إينيس تشاكماك، وعضو مجلس إدارة مطار إسطنبول محمد كاليونجو، والرئيس التنفيذي لشركة مطار إسطنبول أتالاي جومراه، والرئيس التنفيذي لشركة مطار إسطنبول صلاح الدين بيلجن، ورئيس مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية لشركة الخطوط الجوية التركية البروفيسور دكتور أحمد بولات.
زيادة سعة حركة النقل الجوي في الساعة إلى 148
بفضل هذا النظام الجديد، الذي من المتوقع أن يقدم مساهمات كبيرة للاقتصاد التركي، زادت سعة الحركة الجوية في الساعة بمطار إسطنبول الدولي من 120 إلى 148. وستجعل هذه الزيادة إدارة الحركة الجوية ليس فقط في إسطنبول، بل وفي المجال الجوي الأوروبي بأكمله أسرع وأكثر أمانًا وكفاءة. ويعني هذا التحول التشغيلي، الذي يعني زيادة سعة الرحلات بمقدار 28 رحلة في الساعة، أوقات انتظار أقصر لشركات الطيران، وتأخيرات أقل للركاب وانبعاثات كربونية أقل للبيئة.
كما لعب الدعم القوي والمساهمة التي قدمتها شركة الخطوط الجوية التركية، الناقل الوطني لتركيا، دوراً رئيسياً في هذا النجاح الكبير. بفضل شبكتها الواسعة من الرحلات الجوية التي تربط إسطنبول بالعالم وقدرتها التشغيلية المتفوقة، تعمل الخطوط الجوية التركية على زيادة فعالية هذه العمليات ورفع تجربة الركاب إلى أعلى مستوى.
"إسطنبول أصبحت الآن مركز النقل الجوي العالمي"
وأكد عضو مجلس إدارة مطار إسطنبول الدولي محمد كاليونجو أن التشغيل يعد إنجازًا مهمًا ليس فقط لمطار إسطنبول الدولي ولكن أيضًا لتركيا وقطاع الطيران العالمي، وقال إنهم فخورون بأن يكونوا أول مطار في أوروبا يضع هذا النظام موضع التشغيل. قال كاليونجو: "يسرني أن أعرب عن بالغ سروري بأنه اعتبارًا من 17 أبريل 2025، سنبدأ رسميًا تشغيل المدرجات الثلاث المستقلة في مطار إسطنبول الدولي، ونفتح آفاقًا جديدة في أوروبا، ونعزز مساهمة تركيا في منظومة السفر والطيران الدولية. هذا ليس إنجازًا تقنيًا فحسب، بل هو أيضًا عتبة استراتيجية. تُعد عملية المدرجات الثلاث المستقلة التي بدأنا تشغيلها اليوم إحدى أهم ركائز هذه المنظومة. وبالتالي، فإننا نزيد سعة حركة الطيران لدينا في الساعة من 120 إلى 148 حركة. وهذا يعني أن كفاءة ليس إسطنبول فحسب، بل المجال الجوي الأوروبي أيضًا، ستصبح أكثر كفاءة. لم تعد إسطنبول مجرد وجهة، بل أصبحت مركزًا عالميًا للنقل الجوي."
قال البروفيسور الدكتور أحمد بولات، رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية واللجنة التنفيذية: "بصفتنا الخطوط الجوية التركية، نفخر بكوننا جزءًا من لحظة تاريخية أخرى في تاريخ الطيران التركي. مع الإقلاع المتزامن لثلاث طائرات من أسطولنا، سيُحدث مطار إسطنبول، قاعدتنا الرئيسية، نقلة نوعية في أوروبا، في حين ستزيد هذه القدرة التشغيلية من كفاءة رحلات شركة الطيران الوطنية، وستكون بمثابة إنجاز هام على طريق تحقيق أهدافنا التنموية."
زيادة الكفاءة مع نظام A-CDM
ومن خلال "تشغيل المدرج الثلاثي المستقل"، وهي خطوة مهمة في رؤية الوصول إلى سعة ركاب تصل إلى 200 مليون، سيعمل مطار إسطنبول على تعزيز مكانته كمركز نقل عالمي وتعظيم كفاءته في إدارة حركة الركاب والبضائع الثقيلة. يتم استخدام نظام A-CDM (اتخاذ القرارات التعاونية في المطار) في هذه العملية، وهو بمثابة تحضير لزيادة كثافة المرور. من خلال زيادة القدرة على التنبؤ بحركة الحركة الجوية، يلعب نظام A-CDM دورًا حاسمًا في تحسين العمليات التشغيلية من خلال توفير تخصيص أكثر كفاءة للفترات الزمنية واستخدام المدرجات.
500 مراقب حصلوا على 4 ساعة تدريب
بدأت الاستعدادات لتشغيل المدرج الثلاثي المستقل في مطار إسطنبول الدولي في عام 2022. وتم إجراء تحليل شامل للسلامة وتصميم المجال الجوي بالتعاون مع هيئة المطارات الحكومية والمديرية العامة للطيران المدني والخطوط الجوية التركية ويوروكونترول وغيرها من السلطات الدولية. خلال هذه الفترة، تلقى ما مجموعه 500 مراقب حركة جوية 4 ساعة من التدريب الخاص مع السيناريوهات التي تم تطويرها خصيصا للنظام.
ويدعم الهيكل التشغيلي الجديد العديد من الحلول المبتكرة مثل أنظمة الرادار المتقدمة، وتكامل A-CDM، وإدارة الفتحات المتقدمة، والتحسين الرقمي لأوقات التاكسي. بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل بالتعاون الوثيق مع يوروكونترول لضمان التنسيق السلس مع المجال الجوي الأوروبي، والحد من التأخير وتحسين تدفق حركة المرور. تستخدم فرق مراقبة الحركة الجوية أحدث أنظمة الرادار وأدوات الملاحة والتحليلات التنبؤية بشكل فعال للحفاظ على سلامة وكفاءة العمليات على أعلى مستوى. تساعد البيانات في الوقت الفعلي مراقبي الحركة الجوية على اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة، في حين تمكن الأدوات التنبؤية من التنبؤ بأنماط الرحلات وتجنب الصراعات المحتملة على المدرجات، مما يزيد من السلامة التشغيلية، خاصة خلال فترات السفر المزدحمة.