
اتخذت السويد خطوة مهمة نحو تعزيز حضورها في السوق اللاتينية بطائرات Gripen E/F المقاتلة التي تنتجها شركة Saab، وهي شركة رائدة في صناعة الدفاع. وبحسب أنباء من موقع Army Recognition، طلبت الحكومة السويدية موافقة البرلمان السويدي (ريكسداج) على شراء 12 طائرة مقاتلة من طراز Gripen E/F لمناقصة الطائرات المقاتلة التي فتحها سلاح الجو البيروفي كجزء من جهوده للتحديث. ويهدف هذا الطلب إلى إضافته إلى مقترح ميزانية الربيع لعام 2025 للموافقة على اتفاقية بين الحكومات. وستشكل موافقة البرلمان السويدي بداية العملية الرسمية لشراء طائرات مقاتلة من طراز Gripen E/F بين السويد وبيرو.
ولا يتضمن العرض الذي قدمته السويد لبيرو طائرات مقاتلة من طراز Gripen E/F المتطورة فحسب، بل يشمل أيضًا توريد الأنظمة ذات الصلة التي من شأنها تعزيز قدرات الدفاع الجوي لبيرو. وإذا اختتم البيرو هذا العطاء المهم بطائرات Gripen E/F، فسوف تصبح ثاني دولة في أميركا اللاتينية، بعد البرازيل، تتقدم بطلب رسمي للحصول على هذه الطائرة المقاتلة الحديثة. ويشكل هذا التطور جزءًا مهمًا من استراتيجية التصدير الأوسع نطاقًا التي تنتهجها السويد وشركة ساب في أمريكا اللاتينية.
وتتمثل العناصر الأساسية لاستراتيجية شركة ساب في المنطقة في خط الإنتاج المحلي الذي تم إنشاؤه في منطقة جافياو بيكسوتو في البرازيل والشراكة الاستراتيجية التي أقيمت مع شركة إمبراير البرازيلية العملاقة في مجال صناعة الطيران والفضاء. ومن المقرر أن يتم تنفيذ هذا النموذج التعاوني، الذي تم تنفيذه بنجاح في البرازيل، بطريقة مماثلة في بيرو إذا تقدم الاتفاق الحكومي الدولي. ويقدم هذا النهج مزايا مثل نقل التكنولوجيا وتنمية الصناعة المحلية، مما يجعله خياراً جذاباً للدول المتلقية. وتكشف المفاوضات الجارية التي تجريها شركة ساب مع دول أخرى في أميركا اللاتينية، وكولومبيا، وكندا، من أجل شراء طائرات جريبن المقاتلة، بالإضافة إلى بيرو، عن موقف الشركة الحازم في السوق العالمية.
ويأتي عرض شراء الطائرات المقاتلة في بيرو في الوقت الذي وصلت فيه مخزونات القوات الجوية الحالية في البلاد من الطائرات المقاتلة روسية الصنع من طراز ميج 29 والطائرات المقاتلة الفرنسية الصنع من طراز ميراج 2000 إلى نهاية عمرها الافتراضي. في يوليو/تموز من العام الماضي، أعلن الجنرال تشافيز كاتيريانو من القوات الجوية البيروفية أنهم يبحثون عن طائرات مقاتلة من الجيل الجديد لتحل محل هذه الطائرات الموجودة في المخزون. وعلى الرغم من أن الجنرال صرح بأنه تم تحديد ثلاثة نماذج مختلفة يمكنها تلبية احتياجات القوات الجوية البيروفي، إلا أنه لم يشارك أي تفاصيل حول هذه النماذج.
في أكتوبر 2024، أعلن وزير الدفاع البيروفي والتر إنريكي أستوديلو تشافيز عن خطط لشراء إجمالي 29 طائرة مقاتلة لتحل محل أساطيل ميج 2000 وميراج 24 بي. ورغم أنه تم التصريح في البداية بأنه يجري تقييم خمسة نماذج مختلفة من الطائرات، إلا أنه في هذه المرحلة هناك ثلاثة مرشحين أقوياء في القائمة المختصرة: طائرة Gripen E/F السويدية، وطائرة F-16V Block 70 الأميركية، وطائرة Rafale F4 الفرنسية. طلبت الحكومة البيروفية قرضًا بقيمة حوالي 2 مليار دولار (7,58 مليار سول) من بنك الشعب لتمويل المرحلة الأولى من هذا الشراء المهم. ومن المتوقع أن يغطي هذا التمويل الجزء الأول من عملية شراء الطائرات، وسيتم تقييم السبل المختلفة للتمويل المتبقي.
إن الموافقة التي ينتظرها البرلمان السويدي قد تعني نجاحاً كبيراً لشركة ساب في السوق اللاتينية، مما يمهد الطريق أمام صفقة محتملة مع بيرو. إن تنفيذ نموذج الشراكة الناجح الذي تم إنشاؤه مع البرازيل في بيرو من شأنه أن يزيد من نفوذ صناعة الدفاع السويدية في المنطقة. وفي حين ينتظر الجميع بفارغ الصبر القرار النهائي الذي ستتخذه بيرو وعروض المرشحين الآخرين، فإن هذه الخطوة الاستراتيجية التي اتخذتها السويد لديها القدرة على التأثير على التوازن الدفاعي في أميركا اللاتينية.