
تُوسّع جنوب أفريقيا مشاركة القطاع الخاص بشكل ملحوظ في محاولة لمعالجة أزمة البنية التحتية المزمنة وإنعاش قطاع السكك الحديدية. وقد برز الاهتمام الكبير من جانب الشركات الخاصة بالقطاع من خلال طلب المعلومات القوي (RFI)، الذي استقطب أكثر من 160 عرض عمل لتطوير لوجستيات التصدير وإطلاق مبادرات نقل الركاب. وتُعتبر هذه الخطوة الاستراتيجية حلاً حيوياً لمحدودية الموارد العامة في البلاد والتحديات التي تواجهها المؤسسات العامة.
اهتمام كبير من الشركات الخاصة بمشاريع السكك الحديدية
أصدرت وزارة النقل في جنوب أفريقيا طلب معلومات (RFI) في مارس/آذار، سعياً لاستقطاب مستثمرين من القطاع الخاص في البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ والنقل متعدد الوسائط. وقد أبرزت الردود على الطلب الإمكانات الهائلة في هذا القطاع: إذ بلغ عدد الشركات الخاصة المشاركة 1000 شركة تغطي مشاريع مثل ممرات التصدير ومراكز الخدمات اللوجستية. 162 عروض ويعكس هذا الاهتمام القوي رغبة رأس المال الخاص وثقته في سد الفجوة في قطاع النقل في جنوب أفريقيا.
وبعد نجاح هذا الطلب الأول للمعلومات، قامت الوزارة ومن المتوقع أن يتم نشر طلب معلومات آخر في يوليو/تموز، مع التركيز على النقل بالسكك الحديدية للركاب. ويوضح هذا هدف التكامل الشامل للقطاع الخاص في نقل البضائع والركاب.
أزمة البنية التحتية والدور الحيوي للقطاع الخاص
واجهت البنية التحتية للسكك الحديدية في جنوب أفريقيا أزمةً حادةً في السنوات الأخيرة. وأوضحت الوزارة أن رأس المال الخاص ضروريٌّ لحل هذه الأزمة، نظرًا لمحدودية الموارد العامة، وصعوبة أداء المؤسسات العامة لمسؤولياتها الأساسية. له أهمية حيوية يعتقد.
من أبرز البيانات التي تُظهر مدى خطورة الأزمة انخفاض أحجام قطارات الشحن. فبينما تم نقل 2017 مليون طن من البضائع في السنة المالية 18/226,3، سيشهد هذا الرقم ارتفاعًا كبيرًا في السنة المالية 2023/24. انخفضت إلى 151,7 مليون طنتُعدّ الحوادث وتقادم البنية التحتية والأخطاء الإدارية من الأسباب الرئيسية لهذا التراجع. ووفقًا لتقديرات وزارة الخزانة الوطنية، حتى مع تطبيق إجراءات إصلاح شاملة، من المتوقع أن يصل حجم الشحن في الفترة 2024/25 إلى 165,4 مليون طن فقط. وتؤثر هذه الأرقام سلبًا على القدرة التصديرية للبلاد وعلى الاقتصاد ككل.
تزايد اهتمام المستثمرين وتوقعاتهم المستقبلية
لكن هذه المقترحات القوية من القطاع الخاص تُشير إلى بصيص أمل في نهاية النفق. فالمقترحات التي تقودها الشركات... من ترقيات السكك الحديدية إلى تطوير مراكز تحميل جديدة بالكامل يغطي هذا طيفًا واسعًا، ولا يقتصر دوره على حل المشكلات الحالية فحسب، بل يتيح أيضًا إمكانية إنشاء بنى تحتية جديدة للنمو الاقتصادي المستقبلي.
أصبحت الشراكات بين القطاعين العام والخاص الآن هي المفتاح لحل تحديات النقل في جنوب إفريقيا وإطلاق العنان للنمو الاقتصادي طويل الأجل مسار حرج يهدف هذا النموذج إلى الاستفادة من الكفاءة المالية والتشغيلية للقطاع الخاص، والحفاظ على سيطرة عامة استراتيجية. ويُمكن أن يُمثل هذا التوسع الجديد لسكك حديد جنوب أفريقيا نقطة تحول مهمة في مسيرة البلاد نحو تحقيق كامل إمكاناتها الاقتصادية.